بيت > أخبار > اخبار الصناعة

تعمل المملكة العربية السعودية وعمان والإمارات العربية المتحدة على تسريع تطوير صناعات الطاقة الهيدروجينية

2023-06-26

في سياق تحول الطاقة، تم إيلاء المزيد والمزيد من الاهتمام للطاقة الهيدروجينية، باعتبارها واحدة من الطاقة النظيفة المثالية. فاز كونسورتيوم بقيادة شركة PoSCO بصفقة بقيمة 6.7 مليار دولار لتطوير مشروع للهيدروجين الأخضر في سلطنة عمان. وتعد شركة بوسكو أكبر مساهم في الكونسورتيوم الذي يقوم بتطوير المشروع بحصة تبلغ 28 في المائة. ومن المتوقع أن تقود سامسونج، التي تمتلك حصة 12%، أعمال الهندسة والمشتريات والبناء لمصنع الهيدروجين. وتمتلك شركتا كهرباء مملوكتان للدولة في كوريا الجنوبية 24% أخرى، و25% لشركة إنجي الفرنسية و11% لشركة النفط التايلاندية المملوكة للدولة PTTEP.

تسير عُمان، بمواردها عالية الجودة من الطاقة المتجددة والأراضي الشاسعة المتاحة، على الطريق الصحيح لتصبح سادس أكبر مصدر للهيدروجين على مستوى العالم والأكبر في الشرق الأوسط بحلول عام 2030، وفقًا لتقرير صادر عن وكالة الطاقة الدولية. حاليًا، يمثل الغاز الطبيعي 95% من توليد الكهرباء في سلطنة عمان. في عام 2022، اقترحت عمان هدفًا يتمثل في تحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050. وسيستخدم مشروع الهيدروجين في عمان المحللات الكهربائية التي تعمل بالكهرباء المتجددة لاستخراج الهيدروجين من مياه البحر المحلاة. أنشأت عمان شركة مملوكة للدولة، الشركة العمانية للطاقة الهيدروجينية، لتطوير استراتيجية الهيدروجين.

تمتلك دول مجلس التعاون الخليجي الست - المملكة العربية السعودية والكويت والبحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة وعمان - طاقة شمسية وفيرة ومساحات كبيرة من الأراضي غير المستغلة، مما يوفر ظروفًا ممتازة لإنتاج الهيدروجين الأزرق (يتم إنتاجه من الغاز الطبيعي لالتقاط ثاني أكسيد الكربون من خلال احتجاز الكربون) والهيدروجين الأخضر (يتم إنتاجه من خلال الطاقة المتجددة).

الهيدروجين يسرع التنمية

في الوقت الحاضر، تسعى دول مجلس التعاون الخليجي، وخاصة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان، إلى تنفيذ مبادرات اقتصاد الهيدروجين، كما أن التمويل الكافي واتخاذ القرارات من أعلى إلى أسفل والبنية التحتية القائمة تجعل دول مجلس التعاون الخليجي رائدة في تطوير اقتصاد الهيدروجين.

في نهاية مايو 2023، انعقد في دبي المنتدى الثاني لتخزين الطاقة، الذي نظمته هيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون الخليجي ومعهد بحوث الطاقة (EPRI)، وهي منظمة مستقلة غير ربحية لأبحاث وتطوير الطاقة. وتحت شعار تعزيز مسار تحول الطاقة لمؤتمر الأمم المتحدة الثامن والعشرين لتغير المناخ (COP28)، حث المنتدى المؤسسات المالية العالمية على الاستثمار في تقنيات تخزين الطاقة ودعم الطاقة الخضراء والمتجددة، مع التركيز بشكل خاص على تخزين الهيدروجين. ومن المتوقع أن يصل توليد الطاقة المتجددة إلى 80 في المائة من مزيج الطاقة العالمي بحلول عام 2050، لكنه سيتطلب استثمارا سنويا بنحو 1.5 تريليون دولار في إمدادات الطاقة وإنتاجها بحلول عام 2035، وفقا للبيانات الصادرة عن المنتدى. وفي الوقت الحاضر، تم الإعلان عن أكثر من 1000 مشروع للطاقة الهيدروجينية في جميع أنحاء العالم، ومن المتوقع أن يصل الاستثمار إلى 320 مليار دولار بحلول عام 2030، وتستمر الطاقة الهيدروجينية في اكتساب الزخم في جميع أنحاء العالم.

وأكد أحمد إبراهيم، الرئيس التنفيذي لهيئة الربط الكهربائي لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، أن الدمج الناجح للطاقة المتجددة في شبكات الطاقة الحالية يتطلب حلولاً فعالة وموثوقة لتخزين الطاقة، وأن تكنولوجيا تخزين الطاقة تلعب دورًا رئيسيًا في معالجة انقطاع الطاقة المتجددة. أحد حلول تخزين الطاقة الواعدة هو تخزين الهيدروجين، والذي حظي بالكثير من الاهتمام كوقود نظيف ومتعدد الاستخدامات قادر على توليد الكهرباء من خلال خلايا الوقود وتوفير تخزين للطاقة المتجددة الزائدة. ويرى الخبراء المشاركون في المؤتمر أن التمويل الأخضر ينمو بشكل كبير في الشرق الأوسط والعالم، وأن المؤسسات المالية لديها فرصة فريدة لتصبح رائدة في الاستثمار المستدام من خلال دعم تقنيات تخزين الطاقة. ومن خلال تخصيص الموارد ورأس المال لهذه المشاريع، يمكنها دفع الابتكار، وتسريع نشر حلول الطاقة النظيفة، وتمهيد الطريق لمستقبل أكثر اخضرارًا وأكثر مرونة.

المملكة العربية السعودية تقود الطريق

تتوافق سياسة الهيدروجين في المملكة العربية السعودية بشكل وثيق مع رؤية 2030، وهي خطة تحول شاملة للاقتصاد السعودي، تم إطلاقها في عام 2016 بقيادة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي تدعو أهدافها الاستراتيجية إلى زيادة كبيرة في خلق القيمة المحلية، والصادرات غير النفطية، الطاقة المتجددة، وصناعة الغاز. مدينة نيوم الجديدة هي مدينة المستقبل الجديدة في إطار رؤية المملكة العربية السعودية 2030، بمساحة مخططة تبلغ 26.500 كيلومتر مربع وباستثمارات إجمالية تبلغ 500 مليار دولار. وستركز المدينة على تسع صناعات رئيسية، بما في ذلك الطاقة والمياه والتكنولوجيا الحيوية والأغذية والتصنيع النظيف، وسيتم تشغيلها بالكامل بالطاقة المتجددة. وفي أكتوبر 2021، أعلنت المملكة العربية السعودية عن نيتها أن تصبح أكبر منتج للهيدروجين في العالم. تم إنشاء نيوم للهيدروجين الأخضر لتنسيق التطوير والتمويل والتصميم والهندسة والمشتريات والتصنيع واختبار محطات الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء، لتكون جاهزة لبدء العمليات على مدار الساعة في عام 2026.

وقال ديفيد إدموندسون، الرئيس التنفيذي للشركة: "نحن نبني أكبر مصنع لإنتاج الهيدروجين الأخضر في العالم، باعتباره الأول من نوعه، ولا توجد منشأة أخرى مماثلة في العالم يمكن الإشارة إليها، ونحن نستكشف مناطق مجهولة". في مجال الهيدروجين الأخضر والطاقة المستدامة، ستقوم المحطة الضخمة، وهي مشروع مشترك بين أكوا باور وإير برودكتس ونيوم، بتسخير ما يصل إلى 4 جيجاوات من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح لإنتاج 1.2 مليون طن من الأمونيا الخضراء سنويًا. أعلنت نيوم في 22 يونيو 2023 عن توقيع اتفاقيات تمويل بقيمة 8.4 مليار دولار مع 23 بنكاً ومؤسسة مالية محلية وإقليمية ودولية لتمويل منشآت الطاقة النظيفة التابعة لها، وفي 6 يونيو 2023 حصل مشروع نيوم للهيدروجين الأخضر على أول استدامة له ضمان من بنك ستاندرد تشارترد البريطاني، الذي وافق على تقديم الدعم المالي لمقاوله لارسن آند توبرو لبناء البنية التحتية اللازمة للطاقة المتجددة.

وأشار إدموندسون إلى أن الدعم القوي من مجتمع الاستثمار يظهر الإمكانات الكبيرة للمشروع لقيادة ثورة الهيدروجين العالمية في المستقبل، وأن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لديها الإمكانات الكاملة لتصبح قوة عالمية للطاقة المتجددة. ومع تراجع الاعتماد على الوقود الأحفوري وزيادة الطلب على الطاقة النظيفة، فإن المنطقة لديها فرصة لتولي موقع رئيسي في الهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء والوقود منخفض الكربون، فضلا عن بناء بنية تحتية عالمية المستوى وأنظمة إصدار الشهادات المعترف بها دوليا.

وبالإضافة إلى ذلك، تخطط المملكة العربية السعودية أيضًا لإنتاج الهيدروجين الأزرق من الغاز الصخري في المنطقة الشرقية من البلاد. وفي أكتوبر/تشرين الأول 2021، أعلن المسؤولون السعوديون أن حقل جعفر النفطي الذي تبلغ قيمته 110 مليارات دولار سيتم استخدامه لإنتاج الهيدروجين الأزرق، وتحديث مصنع إنتاج الهيدروجين الحالي في مدينة الجبيرة الصناعية لإنتاج الهيدروجين الأزرق.

الإمارات تخطط للمستقبل

كما أن دولة الإمارات العربية المتحدة نشطة للغاية في تطوير الطاقة المتجددة. في عام 2017، أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة استراتيجيتها الوطنية للطاقة 2050، وحددت هدفًا يتمثل في توفير 50٪ من إجمالي إمدادات الطاقة من المصادر المتجددة بحلول عام 2050. وفي أكتوبر 2021، أصدرت الإمارات العربية المتحدة المبادرة الاستراتيجية المحايدة للكربون لعام 2050، والتي تخطط لزيادة قدرة الطاقة النظيفة. الطاقة، بما في ذلك الطاقة الشمسية والنووية، من 2.4 جيجاوات في عام 2020 إلى 14 جيجاوات في عام 2030. وفي نوفمبر من نفس العام، تم إصدار خارطة طريق قيادة الهيدروجين، بهدف أن تصبح رائدة عالميًا في قطاع الهيدروكربون منخفض الكربون، بهدف لتحقيق حصة 25% من أسواق الاستيراد الرئيسية للهيدروكربونات منخفضة الكربون ومشتقاتها بحلول عام 2030. ويجري حاليا تنفيذ أكثر من سبعة مشاريع، مع خطط لتوفير 500 ألف طن من الهيدروجين سنويا.

وتحتضن دولة الإمارات أول محطة للهيدروجين الأخضر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهي شراكة بين شركة سيمنز للطاقة وهيئة كهرباء ومياه دبي، والتي تعمل منذ عام 2021 وهي متصلة بمجمع آل مكتوم للطاقة الشمسية. كما يتم تشغيل مصنع لإنتاج مشتقات الهيدروجين للنقل البري والجوي، بتمويل من اتحاد يضم مصدر، وهي شركة تابعة لشركة مبادلة للاستثمار في الإمارات العربية المتحدة، وسيمنز للطاقة، ولوفتهانزا وشركاء استثماريين آخرين في الإمارات العربية المتحدة. وفي أغسطس 2021، وقعت شركة هيليوس الإماراتية عقدًا مع شركة تيسن كروب لإجراء دراسة جدوى لإنتاج الأمونيا الخضراء في منطقة كيزاد. وفي ديسمبر 2021، شكلت شركة المرافق الفرنسية إنجي ومصدر تحالفًا لتطوير مركز للهيدروجين الأخضر في الإمارات العربية المتحدة. وتشمل المشاريع الأخرى مركز الهيدروجين في الإمارات العربية المتحدة، الذي سيعمل بشكل مشترك على تطوير كميات منخفضة من الهيدروكربونات مع شركة بريتيش بتروليوم وإنشاء ممر جوي لإزالة الكربون بين المملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة؛ ومركز الكيماويات في تعز-الرويس، الذي سينتج مليون طن من الأمونيا الزرقاء سنوياً؛ ومنطقة خليفة الصناعية في أبو ظبي، والتي ستنتج في النهاية 200 ألف طن من الأمونيا و40 ألف طن من الهيدروجين سنويًا. وفي 31 مايو 2023، أعلن وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة الإماراتي عن أكثر من 30 مشروعاً صناعياً بقيمة تزيد على 1.63 مليار دولار، من بينها أول مصنع في الدولة لإنتاج الهيدروجين عن طريق التحليل الكهربائي، والذي سيكون أول منشأة من نوعها في الإمارات.

عمان لا ينبغي أن يتفوق عليها

تدعو خطة رؤية عمان 2040 إلى تنويع مصادر الطاقة، مع الالتزام الأخير بتحقيق انبعاثات كربونية صفرية بحلول عام 2050، واستراتيجية وطنية للهيدروجين الأخضر، وتطوير الإطار التنظيمي والقانوني اللازم للسياسات لتعزيز التحول إلى الطاقة الخضراء.

وفي الأول من يونيو 2023، وقعت شركة عمان هيدروجين، إحدى الشركات التابعة للشركة العمانية لتنمية الطاقة، ثلاث اتفاقيات لترسية أول كتل هيدروجين خضراء في سلطنة عمان باستثمارات إجمالية تزيد عن 20 مليار دولار. ويعد توقيع هذه الاتفاقيات علامة بارزة أخرى في رحلة السلطنة نحو أن تصبح مركزًا عالميًا لإنتاج الهيدروجين الأخضر. وتمتلك المناطق الثلاث أكثر من 12 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة، ومن المتوقع أن تحقق في نهاية المطاف قدرة إجمالية قدرها 500 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

تم منح المنطقة الأولى إلى كونسورتيوم يتكون من شركاء البنية التحتية كوبنهاجن، بلو باور بارتنرز وهيدرا، وهي جزء من مجموعة عمان هندباوان. وسيستخدم الكونسورتيوم 4.5 جيجاوات من طاقة الطاقة المتجددة المركبة لإنتاج 200 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا لمصنع الصلب الأخضر المخطط له في ميناء دكوم.

مشروع الهيدروجين الأخضر

أما المشروع الثاني، الموقع مع شركة بي بي عمان، فيهدف إلى تطوير الهيدروجين الأخضر لإنتاج الأمونيا وتصديرها. وسيستخدم المشروع 3.5 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في المنطقة Z1-03، ومن المتوقع أن ينتج 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

أما المشروع الثالث فقد تم توقيعه مع الاتحاد العماني للطاقة الخضراء لتطوير الهيدروجين الأخضر ومشتقاته. سيستخدم المشروع 4 جيجاوات من قدرة الطاقة المتجددة المثبتة في المنطقة Z1-04 لإنتاج 150 ألف طن من الهيدروجين الأخضر سنويًا.

وقال سليم ناصر أوفي، وزير الطاقة والتعدين العماني: مع استكمال الإطار التنظيمي وهيكل الصناعة وفرص الاستثمار الأولى وآلية المنح الشاملة، تتخذ عمان الخطوة الأولى قبل الدول الأخرى في إنتاج الهيدروجين الأخضر. ومن المتوقع أن تصبح السلطنة خلال السنوات القادمة إحدى الدول الرائدة في مجال إنتاج الهيدروجين الأخضر.

وقال مازن الرمكي، الرئيس التنفيذي لشركة تنمية الطاقة في عُمان: "تتمتع عُمان بموقع جيد لإنتاج وتصدير الهيدروجين الأخضر بفضل مواردها المتجددة الوفيرة، والبنية التحتية الحالية للطاقة والنقل، والموانئ الصناعية، والشراكات الدولية الراسخة. تطوير اقتصاد الهيدروجين الأخضر يمثل فرصة استراتيجية للشركات العمانية والدولية للتعاون لتعزيز أمن الطاقة والتنويع الاقتصادي محليا وعالميا.

مصنع نيوم للهيدروجين الأخضر بالسعودية 8.4 مليار دولار أمريكي، والإمارات العربية المتحدة 1.63 مليار دولار أمريكي من المشاريع الصناعية وسلطنة عمان 20 مليار دولار أمريكي من 3 مشاريع مجتمعة، ولدى دول الخليج حاليا 30 مليار دولار أمريكي من مشاريع الهيدروجين الأخضر قيد التطوير، والتي أيضا إن منح الصين فرصًا استثمارية للدول الأخرى، يمكن للصين أن تبنيه، وأقامت الشركات الصينية الأخرى علاقات وثيقة مع هذه الدول.

في 16 يونيو، وقعت شركة China Energy Construction ومجموعة الجميعية السعودية القابضة مذكرة تعاون استراتيجي في الرياض بالمملكة العربية السعودية، معتبرين توقيع اتفاقية التعاون فرصة لابتكار نماذج التعاون، وتعزيز الاتصالات والالتحام، والاستكشاف المشترك لمنطقة الشرق الأوسط والعالم. وتحقيق إنجازات جديدة في مجالات الاستثمار والبناء مثل الطاقة الكهروضوئية والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء وتخزين الطاقة ومحطات توليد الطاقة بالغاز وتحلية مياه البحر ومعالجة مياه الصرف الصحي. وسيضيف زخما جديدا لتعاون الحزام والطريق بين الصين والمملكة العربية السعودية.

 

We use cookies to offer you a better browsing experience, analyze site traffic and personalize content. By using this site, you agree to our use of cookies. Privacy Policy
Reject Accept